موضوع عن الناصرة ابان العهدين المملوكي والعثماني

موضوع عن الناصرة ابان العهدين المملوكي والعثماني

موضوع عن الناصرة ابان العهدين المملوكي والعثماني: مدينة الناصرة هي من أهم مدن فلسطين التاريخية، والتي تقع في وقتنا الحالي تحت لواء الاحتلال الإسرائيلي، حيث تفصلها عن مدينة القدس مسافة تقدّر ب105كم إلى الشمال.

موضوع عن الناصرة ابان العهدين المملوكي والعثماني

الناصره في العهد العثماني

دخلت الناصرة بحوزة العثمانيين عام 1517. وأول من استقر بها العرب المسلمون، وفي النصف الأول من القرن السابع عشر نزلها بعض العرب المسيحيين، حيث قدم بعضهم من موارنة لبنان للسكنى فيها. وكان ذلك في عام 1630 أما اليهود فلم يجرؤوا على دخولها حتى أوائل القرن التاسع عشر.

أثناء حصار نابليون لمدينة عكا عام 1179، بلغه أن العثمانيين جهزوا جيشا كبيرا لنجدة الجزار، بالإضافة إلى 7000 مقاتل من جبال نابلس، تجمعوا في الجليل للالتحاق بالجيش العثماني، فأرسل حملة لصد العثمانيين قبل وصولهم عكا، التقى الجيشان ثم استولت على الناصرة في اليوم التالي، وفيما بعد، اتخذها الأمير ظاهر العمر دار مستقر له مدة من الزمن، فبعد أن استقام له الوضع في المنطقة، عين أولاده جميعا كل واحد في مدينة، اختار مدينة الناصرة مسكنا ومقرا له.

الناصرة في العهد العثماني

بني أول مسجد في الناصرة في الفترة الواقعة بين عامي 1805 و 1808 إذ لم يكن للمسلمين مسجد في الناصرة يصلون فيه أيام سليمان باشا، وكانوا يصلون في بيت من بيوت الأمير ظاهر العمر، وفي تقويم آخر يقال بأن هذا المسجد بني عام 1814 أما الرأي الثالث فيقول انه بوشر ببناء جامع الناصرة والذي يدعى بالجامع الأبيض، على يد على باشا مساعد والي عكا. وكان ذلك في عام 1812.

بدأت الويلات والمخاطر تحدق بالشعب العربي المسلم في فلسطين بشكل عام وفي الناصرة ومنطقتها بشكل خاص عام 1869، حيث بدأت المراحل الأولى من مخطط إقامة ” الوطن القومي ” لليهود على أرض فلسطين. وسهل ذلك بيع الحكومة العثمانية الاتحادية الأراضي والقرى في هذه المنطقة لأغنياء وسماسرة ليسوا من أهل فلسطين، لا تربطهم بأرضها أية روابط، ففي ذلك العام باعت الحكومة العثمانية الاتحادية الصفقة الأولى من أرض فلسطين لبعض تجار وأغنياء بيروت ومنهم سرسق وتويني، وقد شملت هذه الصفقة أرض الناصرة، السهل الوعر وقرى جنجار، العفولة، والفولة، وجباتا، وخنيفس، وتل الشام، وتل نور، ومعلول، وسمونة، وكفرتا، وجيدا، وبيت لحم، وأم العمد، وطبعون، وقصقص، والشيخ بريك، وفي عام 1872 باعت الصفقة الثانية وشملت المجدل، والهريج، والحارثية، والياجورة، والخريبة التابعة للياجورة.

اثناء الحرب العالمية الأولى كانت الناصرة مقراً لقيادة الجيش الألماني-التركي.

6) في عهد الانتداب البريطاني: في أوائل عهد الانتداب البريطاني انخفض عدد سكان الناصرة قليلاً عما كان عليه في بداية الحرب العالمية. وقدر العدد بنحو 7,424 نسمة عام 1922. ويعزى هذا الانخفاض إلى أحداث الحرب والأمراض والمجاعات* التي أتت على عدد من السكان، بالاضافة إلى عامل الهجرة من الناصرة إلى خارج فلسطين. وفي تعداد عام 1931 ارتفع عدد سكان الناصرة إلى 8,756 نسمة يقيمون في 1,834 بيتاً داخل المدينة، علاوة على 138 نسمة كانوا يقيمون في 28 بيتاً بضواحي الناصرة.

شهدت الناصرة بعدئذ تطوراً ملموساً في سكانها وعمرانها فزاد عدد السكان وجميعهم من العرب، إلى 14,200 نسمة عام 1945. وكان عددهم في نهاية فترة الانتداب البريطاني نحو 17,000 نسمة. وقد أثرت الزيادة العددية للسكان في الزيادة العددية للمساكن والمنشآت والمرافق العامة. وظهر ذلك في النمو العمراني للمدينة وتوسعها وامتدادها فوق رقعة تجاوزت مساحتها 5,000 دونم. واتخذ هذا الاممتداد شكل المحاور على طول الطرق المتفرعة من الناصرة إلى المدن والقرى المجاورة. ولم يقتصر الأمر على عدد البيوت بل أصاب التطور نوعها وأساليب عمرانها، فبدت الناصرة بيضاء بيوتها الفخمة التي تضم التجهيزات العصرية، وبشوارعها النظيفة وحدائقها الغناء.

ساهمت بلدية الناصرة في تنظيم المدينة والاشراف على ادارتها وشؤونها منذ عام 1875 عندما تأسس أول مجلس بلدي في المدينة. ففي عام 1922 بلغ مجموع واردات البلدية نحو 4,308 جنيهات، والنفقات مثلها. وفي عام 1944 كانت وارداتها نحو 18,000 جنيه ونفقاتها نحو 17,000 جنيه. وقد أعطت البلدية عام 1935 وحده نحو 150 رخصة بناء بقيمة 17,000 جنيه.

7) في ظل الاحتلال الإسرائيلي: ظلت بلدية الناصرة تدير شؤون المدينة بعد عام 1948 رغم قسوة الاحتلال الإسرائيلي. فقد أقامت (إسرائيل) مدينة الناصرة العليا الصهيونية “نزاريت عليت” لتكون كماشة من الأبنية الحديثة على الجبال والهضاب المطلة على المدينة من جهتي الشرق والشمال. وتسكن هذه المدينة مجموعات من المستوطنين الصهيونيين خصصت لهم الأحياء الشرقية. وأما المنطقة الشمالية فقد خصصت لإقامة عائلات الجنود الصهيونيين المتزوجين.